نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ديكتاتور تل أبيب يُقيل وزير دفاعه! - أحداث اليوم, اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 06:21 مساءً
الأربعاء 06/نوفمبر/2024 - 06:17 م 11/6/2024 6:17:40 PM
سلط قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، الضوء من جديد على الخلافات السياسية داخل حكومة الاحتلال، وأعاد إلى الواجهة أزمة التعديلات القضائية عام 2023.. وبينما أثارت هذه الإقالة عاصفة من ردود الفعل في الأوساط السياسية والإعلامية، وخرج الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم ومعارضتهم الخطوة، اتسمت عموم ردود فعل الكتّاب والمحللين في الصحف الإسرائيلية بالنقد الشديد لهذه الخطوة، مع تسليط الضوء على أسبابها وتداعياتها.
كان أول المنتقدين، المحلل العسكري، ناحوم برنياع، من صحيفة يديعوت أحرونوت، الذي تناول قرار إقالة جالانت من زاوية حساسة، محذرًا من تداعياته على الأمن القومي الإسرائيلي وعلى العلاقة بين الجيش والمجتمع، فضلًا عن تأثيره على المكانة الديمقراطية المزعومة لإسرائيل.. إذ يرى أن جالانت لم يكن يعارض نتنياهو بشكل شخصي، وإنما كان يعبر عن مخاوف حقيقية تجاه تأثير الإصلاحات القضائية على التماسك الداخلي للجيش، وعلى قدرة الجنود على تنفيذ مهامهم، (في حين أن السياسيين قد يتعاملون مع الجيش على أنه مؤسسة خاضعة للقرارات العليا، فإن الجنود والضباط يرون في الجيش حصنًا لهم، وإقالة جالانت قد تزرع بذور الشكوك والانقسامات داخل هذه المؤسسة).. وكان جالانت يسعى إلى منع تسييس الجيش، لأن (الجيش مؤسسة يلتف حولها الإسرائيليون)، وأن إقالة وزير دفاعه بهذا الشكل، قد تؤدي إلى التصدع وتحويل الجيش إلى ساحة للجدالات السياسية، (لقد حاول جالانت حماية المؤسسة العسكرية من تسييس، قد يعصف باستقلاليتها ويضعف جاهزيتها القتالية).. كما اتعم برنياع نتنياهو بأنه يسعى إلى السيطرة على جميع مفاصل الحكومة، دون اعتبار لتحذيرات العسكريين.
ورغم أنه يعتبر أن وزير الدفاع الجديد، يسرائيل كاتس، وزير الخارجية السابق، (سياسي مخضرم ومتمرس، يسبح جيدًا في مستنقع مركز الليكود) فإنه يقول إن (إدارة الحرب ليست الوظيفة التي تدرب عليها).. ود يكون الجيش قادرًا على الاستغناء عن وزير دفاع، ولكن ماذا سيحدث للاتصالات المعقدة مع وزارة الدفاع الأميركية؟.. على افتراض أن كاتس يجلب هناك الحكمة الدبلوماسية نفسها، التي جعلته يتشاجر مع كل دولة ممكنة، في دوره كوزير للخارجية، (فنحن في ورطة).. إن (قرار إقالة جالانت قد يؤثر على صورة الحكومة داخليًا وخارجيًا")، ويتساءل (كيف ستؤمن دول العالم بقوة واستقرار الجيش الإسرائيلي، إذا كانت قراراته تتعرض للتغيير والتلاعب وفقًا للمصالح السياسية؟).. هذه الخطوة قد تؤدي إلى المزيد من الانشقاقات داخل الائتلاف الحكومي، وتزعزع الثقة الشعبية بقيادة نتنياهو.. (إن بعض الديمقراطيات تموت بين عشية وضحاها.. في حمام دم ديمقراطيتنا تموت ببطء وتدريجيًا وبهدوء).. هكذا يختتم برنياع مقاله.
وفي هآرتس، قدّم يوسي فيرتر تحليلًا شاملًا لخلفيات وتداعيات إقالة جالانت، ومركزًا على أن هذه الخطوة تأتي في سياق التحولات السياسية الكبرى التي تشهدها إسرائيل.. ويرى فيرتر، أن هذا القرار هو محاولة من نتنياهو للسيطرة على جميع المراكز التي قد تعارض أجندته، (إقالة جالانت لم تكن مفاجئة، فهي تتماشى مع أسلوب نتنياهو، الذي لا يقبل المعارضة الداخلية، ويعتبرها تهديدًا شخصيًا لأجندته).. إن نتنياهو يعتبر الجيش أداة سياسية بيده، (فبدلًا من حماية الجيش من التلاعب السياسي، يسعى نتنياهو إلى توظيفه كوسيلة لتحقيق مصالحه السياسية.. جالانت لم يكن معارضًا شخصيًا، بل كان يدافع عن مؤسسة الجيش، كمؤسسة مستقلة تخدم جميع الإسرائيليين).. جالانت كان (يمثل صوت الضمير في الحكومة، وعندما أقاله نتنياهو، فإن ذلك يعني أن الحكومة تخسر صوتًا كان يحاول منعها من ارتكاب الأخطاء).
إن قرار نتنياهو إقالة وزير الدفاع، هو عمل جنوني، يشير إلى الافتقار التام إلى الحكمة، ويصف فيرتر نتنياهو بأنه (مصمم على الانحطاط، ويقود إسرائيل إلى الهاوية، وكل يوم يقضيه في السلطة هو بائس لإسرائيل ومستقبلها).. وقال إن الإقالة (هجوم مباشر على أمن الدولة)، في خضم الحرب من أجل من سماهم (مجموعة من المراوغين والطفيليين في صفيح سياسي نتن).. إن إقالة جالانت قد تخلق شرخًا في المجتمع الإسرائيل،ي بين من يؤيدون الحكومة ومن يعارضونها، ويقول (لقد خرج الآلاف من الإسرائيليين للتظاهر تعبيرًا عن استيائهم، وهذا يدل على أن الشارع الإسرائيلي يرى أن ما يحدث هو تهديد لأمنهم ومستقبلهم).. هذا الحراك الشعبي، هو بداية مرحلة جديدة من الصراع بين الحكومة والمجتمع، وأنه قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي غير مسبوق، في حال استمرت الحكومة في تجاهل المطالب الشعبية.
قد تشكل إقالة جالانت تهديدًا للائتلاف الحكومي، إذ قد يجد أعضاء من حزب الليكود أنفسهم مضطرين للاختيار، بين التمسك بأجندة نتنياهو أو الانحياز إلى مصلحة الدولة.. و(هذا الوضع قد يؤدي إلى انشقاقات داخل الليكود، إذ لا يرغب الجميع في التضحية بثوابت إسرائيل الأمنية والاجتماعية، من أجل مصالح سياسية قصيرة الأمد).. هذا هو الهدف الوحيد للحرب، الذي يهم نتنياهو حقا: الإبحار بسفينة ائتلافه العنصري حتى أكتوبر 2026 (موعد الانتخابات الإسرائيلية القادمة)، والوصول إلى هذا التاريخ بعد تجميع الأجزاء المطلوبة لانقلاب متجدد، وهو ما سيتسبب في تفاقم المشكلة.. كما يقول فيرتر.
أما ابن كسبيت، الكاتب والمحلل السياسي الأكثر شهرة في صحيفة معاريف، فيبدأ مقاله بتسليط الضوء على الدور الذي لعبه يوآف جالانت في الحرب، مشيرًا إلى أن جالانت كان قد اتخذ مواقف حاسمة في التعامل مع الأزمات العسكرية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بإيران وحزب الله.. ويعتبر بن كسبيت أن خلافات جالانت السياسية مع نتنياهو، بشأن كيفية إدارة شئون الدولة والأمن قد تزايدت، مما أدى إلى إقالته في لحظة حساسة، إن (رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، باتا في مرمى نيران نتنياهو، في سعيه لبناء حكومة خاضعة تمامًا لصورته، واستبعاد أي شخص قد يشكل تهديدًا له).
●●●
وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي المُقال يوآف جالانت، كاشقًا، خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب، أن هذه الإقالة تأتي نتيجة خلافات بشأن ثلاثة مواضيع.. أولهما إصراره القوي على أن كل شخص في سن التجنيد ملزم بالخدمة في الجيش الإسرائيلي، (هذا الموضوع ليس مجرد قضية اجتماعية، بل هو الأهم لبقائنا ومستقبلنا.. إنه يتعلق بأمن دولة إسرائيل والشعب الذي يعيش في صهيون).. وأقرَّ جالانت، الذي عارض نتنياهو علنًا في أكثر من مناسبة، وخصوصًا خلال الشهور القليلة الماضية، بأن (الجيش الإسرائيلي فقد مئات الجنود، ونعاني من آلاف الجرحى والمصابين، والحرب مستمرة).. وتعليقًا على قانون (تجنيد اليهود الحريديم)، قال إنه (لا يجب السماح بتمرير قانون تمييزي وفاسد في الكنيست، يعفي عشرات الآلاف من المواطنين من تحمُّل العبء، لقد حان وقت التغيير).
أما السبب الثاني الذي تحدّث عنه جالانت، فيتمثل في (إعادة المحتجزين في قطاع غزة)، حين قال، إنه (بحكم منصبي وخبرتي، أؤكد أن الأمر ممكن.. يمكن إعادة المحتجزين، ولكنه يتطلب تنازلات بعضها مؤلم، وإسرائيل ستتمكن من تحمُّل هذه التنازلات، وسيتكفل الجيش الإسرائيلي بتوفير الأمن اللازم لذلك).. مؤكدًا أنه (لن تكون هناك مغفرة للتخلي عن المحتجزين، سيكون هذا وصمة عار على المجتمع الإسرائيلي، وعلى أولئك الذين يقودون هذه الطريق الخاطئة).. وعن السبب الثالث وراء إقالته، أكد جالانت (ضرورة استخلاص الدروس، بعد تحقيق شامل وموضوعي.. لجنة تحقيق وطنية.. قلت وأكرر، أنا المسئول عن منظومة الأمن خلال العامين الماضيين، عن النجاحات وعن الإخفاقات.. فقط ضوء الحقيقة والتحقيق الشفاف، سيمكننا من استخلاص الدروس وبناء قوتنا للتصدي لتحديات المستقبل).
●●●
وطالما كان وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن جفير، الأكثر عداءًا لجالانت، ومطالبًا باستمرار بإقالته، بزعم أنه (لا يمكن تحقيق النصر الكامل مع جالانت، الذي لا يزال متمسكًا بمفاهيم قديمة)، لذلك كان الأكثر ترحيبًا بقرار نتنياهو، قائلًا، (لقد أحْسَن رئيس الوزراء صنعًا بإقالة وزير الدفاع من منصبه).. بعد أن تحدّث نتنياهو عن وجود خلافات كثيرة ظهرت بينه وبين جالانت، فيما يتعلق بحرب إسرائيل على قطاع غزة ولبنان، موضحًا أنه (رافق هذه الفجوات تصريحات وأفعال تخالف قرارات الحكومة، وقرارات المجلس الوزاري المصغر).. وأنه (في خضم الحرب، هناك حاجة أكبر من أي وقت مضى إلى الثقة الكاملة، بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وللأسف، رغم أن هذه الثقة كانت موجودة في الأشهر الأولى من الحرب، وكانت هناك علاقة عمل مثمرة، إلّا أنها بدأت تتلاشى في الأشهر الأخيرة بيني وبين وزير الدفاع.. وبناء على ذلك، قررت إنهاء مهام الوزير، وقررت تعيين الوزير يسرائيل كاتس، في هذا المنصب).
إقالة جالانت في وسط الحرب، قرار، اعتبره زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، بأنه (عمل جنوني.. إن نتنياهو يبيع أمن إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي، من أجل البقاء السياسي البائس).. وقال في تغريدة على منصة (X) أن (حكومة اليمين الكاملة، تُفضل المتخلفين عن الخدمة على حساب من يخدمون)، داعيًا (جميع الوطنيين الصهاينة للخروج إلى الشوارع مساء الثلاثاء للاحتجاج).
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين.. وأخرجنا من بينهم سالمين.. آمين.
أخبار متعلقة :