أحداث اليوم

2 نوفمبر.. ذكرى المأساة الكبرى عام 1994! - أحداث اليوم

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
2 نوفمبر.. ذكرى المأساة الكبرى عام 1994! - أحداث اليوم, اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 04:51 مساءً

السبت 02/نوفمبر/2024 - 04:47 م 11/2/2024 4:47:52 PM


اليوم هو 2 نوفمبر، ذكرى مرور 30 عامًا على سيول 1994 التي ضربت صعيد مصر وصنفت كأسوأ حادث في تاريخ مصر، بعدما جرفت مياه السيول عشرات القرى وتسببت في مقتل حوالى 600 شخص وتشريد عشرات الالاف من المواطنين.
تجربتي الخاصة مع هذا الحدث المهم تعطيني الحق في الكتابة عن هذا الحدث بإعتباري الصحافة وما تسجله الاقلام يعد جزءًا من التاريخ بالعودة إليه نعيد تقيم الاحداث وتسجيل احداثها 
و دون الإتهام بإستغلال هذه المساحة في الحديث عن سيرة ذاتيه، فإن تداعات سيول 94 وموقف الدولة وما ترتب عليها من أضرار، لا يقتصر عن الأضرار المباشرة من هدم للبيوت أو جرف للقرى، وإنما امتد تأثيرها إلى أبعد من ذلك بكثير سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. 
مأساة سيول 94 كان يمكن تفاديها أو على الاقل التقليل من اضراراها لو كانت الدولة حاضره تقدم خدماتها كما ينبغي، لكن للأسف ورغم وقوع الكارثة ظل الوضع كما هو الى أن بدأت الدولة تستعيد دورها خلال السنوات العشر الاخيرة ووضعت خطة تتضمن اقامة 1631 منشأ للحماية من اخطار السيول وحصاد مياه الأمطار بتكلفة 6.70 مليار جنيه خلال الأعوام العشرة الماضية، بالإضافة لتطهير مخرات السيول سنويا قبل موسم السيول وغيرها من الإجراءات الإحترازية التى نجنى ثمارها الآن
ففي يوم 2 نوفمبر عام 1994 إستقيظت مصر على خبر مفزع بهطول أمطار غزيرة على محافظات الصعيد وجنوب سيناء، وصلت إلى حد السيول  التي جرفت في طريقها عدد كبير من القرى الواقعة اسفل الهضبتين الشرقية والغربية والممتدة بطول محافظات الصعيد المسمي بالوادي الضيق على جانبي نهر النيل.
حجم الكارثة تضاعف بإنفجار خزانات البترول في قرية درنكة بمحافظة اسيوط نتيجة ضرب الصواعق مع قوة إندفاع المياه مما تسبب في انفجار خزانات البترول واشتعال النيران في بيوت القرية بأكملها فكانت الكارثة مضاعفة في قرية  درنكة، التي جذبت أنظار العالم اليها، بينما تراجع الإهتمام الإعلامي بباقي القرى المنكوبة. 
تدفقت المساعدات على مصر من بطاطين ووسائل الإنقاذ والأغذية، لكن ما كان يصلنا من اخبار نحن محرري الصحف في القاهرة كان يشير إلى تضاعف المأساة نتيجة الإهمال والنقص في المساعدات والتي كشفت عنها الإيام فيما بعد بسيطرة فساد الحزب الوطني مع الأجهزة المحلية على توزيع المساعدات وما تردد بعد ذلك من سرقة معظمها وبدء بيع بعضها على الأرصفة، لدرجة أن بعض الدول طلبت ان تشرف بنفسها على تقديم المساعدات وقوبل هذا الطلب بالرفض.
ولأن صلتنا بالاهل في الصعيد لم تنقطع رغم الإستقرار في القاهرة فكانت الأخبار تتدفق عن حجم المآسي التي يعيشونها وحجم الخراب الذي حل بالناس في القري التي جرفتها السيول، وبدأت المؤسسات والاحزاب التحرك لتقديم المساعدات إلا أن معظمها كان يقابل بالرفض من الدولة وكانت المحافظات تشترط على من يريد تقديم المساعدات ان يقدمها أولًا في دواوين المحافظات وبدء توزيعها بحضور الاجهزة المحلية  ومن بين من بادر بتجهيز قافلة مساعدات من الاحزاب كان الاستاذ ضياء الدين داود أمين عام الحزب الناصري الذي قرر إنه يذهب بنفسه مباشرة للقرى دون المرور على الوحدات المحلية، وحين سالته عن تجربته قال بإنفعال: " اتبهدلنا  من كل ناحية من الناس ومن الاجهزة المحلية والمساعدات اتسرقت وياريتنا ما روحنا ".
في هذه الاثناء فكرت في تجهيز قافلة بمفردي مستغلًا علاقاتي المحدودة كوني محرر مبتدء في  صفحة الخدمات بجريدة الأحرار وكوني أيضًا أحد العاملين في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان. 
ولأن الفضيلة تأمرنا بإرجاع الفضل لأهله، فوجب ان اشير الى دور الاستاذ نجاد البرعي المحامي والحقوقي الكبير، حين عرضت عليه نيتي في جمع تبرعات لمتضرري السيول وطلبت منه مساهمة منظمة حقوق الانسان المصرية  فيها، وبرغم عدم أرتباط نشاط عمل حقوق الانسان بتقديم المساعدات المادية او العينية إلا أنه وبصفته أمين صندوق المنظمة  في هذا الوقت طلب ان اقوم بجولة بصفتي احد العاملين في المنظمة على لجان المحافظات وامر بصرف مبلغ الفي جنية كبدل انتقال وإقامة لي على مسئوليته الشخصية، على ان اقوم بتسوية المبلغ بعد عودتى بما لدي من فواتير.
وكان مبلغ الفي جنية كبيرا في ذلك الوقت  فبدأت على الفور بالتحرك عند تجار الجملة بشارع الازهر لشراء البطاطين وكانت الصيغة التي ارددها خلال لقائي بأى تاجر بأننى صحفي واقوم بجمع التبرعات لصالح منكوبي السيول، فإما كنت احصل على خصومات مقابل شراء البطاطين  تصل الى نصف الثمن،  أو احصل عليها مجانا كتبرع من التاجر لصالح المنكوبين، وهذا الموقف تكرر كثيرا،  ولم أكن احتاج لتقديم ما يثبت صدق ما اقول لكسب ثقة التجار، فحالة التعاطف كبيرة بحجم المأساة  ، 
نفس الامر تكرر مع عدد من شركات الادوية التي اجرينا ومعي زملاء من محرري صفحة الخدمات بجريدة الاحرار اليومية فحصلنا على كميات كبيرة من  الادوية التى يحتاجها المتضررين في هذه الظروف خاصة ادوية البرد والمضادات، 
وتبقى بعد شراء البطاطين والادوية مبلغ من المال استطعنا جمعة وتوفيره نتيجة مساهمات التجار والشركات ساعدنا في شراء كميات كبيرة من الاغذية لتبدأ رحلة السفر في قلب المأساة وتوزيع المساعدات والاحتكاك المباشر مع الاجهزة المحلية والجماعات الإرهابية نرويها بتفاصيلها ومخاطرها في الجزء التالي من هذا المقال (.

أخبار متعلقة :