نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل ينجح ترامب في وقف الصراعات العالمية وتثبيت الاستقرار في بؤر التوتر؟.. خبراء يجيبون - أحداث اليوم, اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024 10:45 مساءً
مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد التكهنات حول تأثير سياساته المستقبلية على الأزمات الدولية من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، مرورًا بأزمة شبه الجزيرة الكورية والسودان، يتوقع الخبراء أن يواجه ترامب تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الملفات.
ورغم أن وعوده الانتخابية تتحدث عن إنهاء الصراعات وتعزيز الأمن والاستقرار، إلا أن الواقع السياسي المعقد وتحالفات القوى العالمية يفرض قيودًا كبيرة على تحقيق تلك الوعود.
في هذا التقرير، نعرض آراء عدد من المحللين والخبراء حول رؤية ترامب للتعامل مع أبرز الأزمات العالمية ومدى قدرته على تحقيق توازن بين المصالح الأمريكية وإعادة الاستقرار للمناطق الملتهبة.
ترامب قد يغيّر مسار الحرب الروسية الأوكرانية وفق مصالحه المستقبلية
من جانبه قال آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إعراب عن رغبته في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلا أن المسألة معقدة وتتجاوز قدراته الشخصية.
أضاف ملحم لـ "الفجر"، أن السياسة الخارجية الأمريكية تتأثر بعوامل مؤسسية وشبكات لوبيات نافذة، قد تعيق مساعي ترامب لإنهاء الصراع دون تحقيق مصالحها الاستراتيجية، مشيرًا إلى وجود عقبات داخلية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تأثير لوبي الصناعات العسكرية والنفطية في صنع القرار الخارجي.
أكمل أن هذه اللوبيات تدعم استمرار الحرب لتعزيز مبيعات الأسلحة والنفوذ في سوق الطاقة الأوروبي، بعد تراجع النفوذ الروسي، مما يحقق مكاسب ضخمة للشركات الأمريكية، مؤكدًا أن سياسات ترامب السابقة، مثل "مبادرة البحار الثلاثة" التي تهدف إلى تقليل الاعتماد الأوروبي الشرقي على الغاز الروسي، تؤكد رغبة بعض القوى الأمريكية في استمرار الأزمة لضمان مصالحها الاقتصادية طويلة الأمد.
من جهة أخرى، لفت ملحم إلى وجود انقسام داخل الحزب الجمهوري حول الصراع الأوكراني، فبينما يدعو البعض إلى إنهاء الحرب لتعزيز العلاقات مع روسيا وتقليص التحالف الروسي الصيني، يتمسك آخرون، من "صقور" الحزب، بموقف أكثر صرامة في دعم استمرار النزاع، مطالبين بمواصلة تقديم حزم الدعم العسكري لأوكرانيا.
وعن الجانب الروسي، نوه ملحم إلى أن موسكو لن تتخلى عن شروطها المتعلقة بضمان أمنها وتقليل التوسع العسكري الأمريكي في أوروبا الشرقية.
واعتبر مدير مركز "جي إس إم" للدراسات أن روسيا ترى الصراع جزءًا من نزاع أكبر حول النفوذ الأمريكي على حدودها، وليس مجرد أزمة أوكرانية بحتة.
في هذا السياق أيضا قال الدكتور إيفان يواس، مستشار مركز السياسة الخارجية في المعهد القومي للدراسات الاستراتيجية والمحلل السياسي الأوكراني، إن وعود ترامب بإنهاء الحرب قد تكون بعيدة عن التحقق، معتبرًا أن وعود السياسيين غالبًا ما تكون جزءًا من الاستراتيجيات الانتخابية.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هناك سيناريوهات قد تؤثر في مسار الحرب، إما لصالح روسيا في حال تقليل الدعم العسكري لأوكرانيا أو لصالح كييف إذا استمر الدعم العسكري دون تغيير.
يرى يواس أن ترامب قد يقدم دعمًا عسكريًا أكبر لأوكرانيا، بما في ذلك تسهيل استخدام الأسلحة ضد أهداف داخل روسيا، وهو ما قد يؤدي إلى تسريع نهاية الحرب لصالح كييف، من وجهة النظر الأوكرانية، يعتبر هذا الأمر حاسمًا لتحقيق "انتصار عادل" في صراع يُعدّ جوهريًا لأمن المنطقة والعالم.
ختامًا، يرى المحللون أن مساعي ترامب لإنهاء الصراع ستواجه تحديات مرتبطة بمصالح مؤسسية واسعة، ومواقف متشددة من قبل روسيا وشبكات ضغط أمريكية، ما يجعل تحقيق السلام أمرًا معقدًا ومليئًا بالتحديات الاستراتيجية.
فوز ترامب لن يغير واقع القضية الفلسطينية
يستبعد الكاتب الصحفي ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، ثائر أبو عطيوي، أن يكون لذلك تأثير إيجابي وملموس على القضية الفلسطينية، أو يؤدي إلى وقف الحرب الدائرة على قطاع غزة، فرغم تصريحات ترامب الأخيرة التي سبقت فوزه، ودعوته رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لوقف الحرب، إلا أن سوابق ترامب تجاه الفلسطينيين تدل على انحيازه لإسرائيل بشكل واضح.
يشير أبو عطيوي أثناء تصريحاته لـ "الفجر" إلى أن ترامب كان صاحب قرارات هامة منحازة بشكل واضح لإسرائيل، أبرزها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بما يعني اعترافه بالقدس كعاصمة أبدية لإسرائيل، واعترافه بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
ويتابع بأن ترامب، خلال فترة ولايته الأولى، أوقف الدعم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وحرض ضدها، مما أثر سلبًا على اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم.
ويضيف أبو عطيوي أن "صفقة القرن" التي أعلنها ترامب سابقًا هدفت بشكل رئيسي إلى تقويض أسس القضية الفلسطينية السياسية والإنسانية، من خلال السماح لإسرائيل باستباحة الأراضي الفلسطينية، وبناء المستوطنات، وتهجير الفلسطينيين، وهي خطوات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ويرى أبو عطيوي أن مطالبة ترامب الأخيرة لنتنياهو بوقف الحرب على غزة تأتي في سياق سياسي بحت، لاستمالة الناخبين العرب والمسلمين وتعزيز موقفه الانتخابي، لا سيما أن ملف العدالة الإنسانية للشعب الفلسطيني يحظى بدعم واسع. ورغم امتلاك الولايات المتحدة القدرة على وقف العدوان.
كما يشكك في أن ترامب سيكون مستعدًا لممارسة الضغط اللازم لوقف القصف المستمر، والنزوح الجماعي لسكان غزة، ومشاهد القتل والدمار المتواصلة.
ومع استمرار الحرب التي خلفت مآسي إنسانية في قطاع غزة، يؤكد أبو عطيوي على ضرورة وجود تحرك عربي ودولي موحد، للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وإلزام الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب باستخدام نفوذها لإنهاء العنف وتخفيف الكارثة الإنسانية، ويضيف: "استمرار الحرب وتجاهل ترامب لما يجري يعتبر إدانة ضمنية للولايات المتحدة، باعتبارها صاحبة التأثير الأكبر على إسرائيل".
ويختم مدير مركز العرب في فلسطين، بتوجيه دعوة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية، للتحرك وتأسيس تحالف دولي مناصر للقضية الفلسطينية، بهدف الضغط على ترامب لوضع إنهاء الحرب على غزة في مقدمة أولوياته، كما يطالب بتحقيق مفاوضات سلام جادة تؤدي لحل الدولتين، رغم علمه بموقف ترامب الرافض لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
إدارة ترامب قد تواجه نتنياهو بحزم أكبر في ملف غزة ولبنان وتوازن بين مصلحة أميركا وإسرائيل
ويري المحلل السياسي اللبناني محمد الرز أن طبيعة ترامب الصريحة والمباشرة قد تجعله أقل مرونة أمام محاولات نتنياهو للمماطلة أو التمييع، لا سيما بعد تجربة سابقة اتهم فيها نتنياهو بمساعدة بايدن على الفوز قبل أربع سنوات.
ويقول الرز أثناء تصريحاته لـ "الفجر" إن رؤساء الولايات المتحدة، بمن فيهم ترامب، يؤكدون دائمًا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ويدعمونها كحليف استراتيجي في الشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن ترامب قد يتخذ موقفًا أكثر تشددًا إذا ما استشعر محاولات لتقويض قراراته، خاصة في حالة عزمه على وقف التصعيد في غزة ولبنان بما يراعي المصالح الأميركية أولًا، حتى إن ذلك استلزم مواجهة مباشرة مع نتنياهو.
أوضح الرز أن ترامب، الذي وعد الجالية العربية والإسلامية في أميركا بالعمل على وقف الحروب في غزة ولبنان، يدرك مدى تأثير هذه الجالية، خاصة بعد معارضة قطاع كبير منها لسياسات بايدن التي أسهمت في فشل كمالا هاريس كنائب للرئيس، كما أن ترامب، الذي استقطب دعمًا من الشباب الأميركي المطالب بعدم رهن القرارات الأميركية لصالح إسرائيل بالمطلق، يبدو أكثر حرصًا على مراعاة تطلعات هذه الفئات والتي تسعى إلى سياسات خارجية متوازنة.
أشار إلى أن ملف لبنان قد يحظى باهتمام خاص لدى ترامب، خاصة أن زوج ابنته من أصول لبنانية، فضلًا عن الدعم المالي الذي قدمه بعض الشخصيات اللبنانية لحملته الانتخابية.
ومع ذلك، يؤكد الرز أن الاهتمام الأميركي بلبنان سيكون وفق معايير يراها ترامب مناسبة للمصلحة الأميركية، وعلى رأسها بناء السفارة الأميركية الأكبر في الشرق الأوسط في بيروت، وهو ما يعكس رغبة أميركا في دعم استقرار لبنان ولكن بما يحقق رؤيتها في المنطقة بعيدًا عن تأثيرات إيران أو حتى إسرائيل.
ويختم المحلل السياسي اللبناني بإن السياسة الأميركية تبقى متغيرة وفقًا للظروف، وأن تجربة إدارة ترامب مع نتنياهو والملفات الساخنة في الشرق الأوسط، لا سيما في غزة ولبنان، ستعتمد بشكل كبير على قدرة ترامب في تنفيذ وعوده وتحقيق توازن دقيق بين مصلحة أميركا ومصالح حلفائها في المنطقة.
إدارة ترامب الجديدة قد تدفع نحو تعزيز منبر جدة كسبيل لحل الأزمة السودانية
أما بخصوص الحرب السودانية، قدم الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، تهانيهم للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، وذلك ضمن رسائل تتطلع للتعاون الأمريكي في حل الأزمة السودانية.
ومع ذلك، أكد المحلل السياسي السوداني الدكتور كمال إدريس، أن السياسة الأمريكية تجاه السودان ستكون مقيدة إلى حد كبير برؤى الدول المحورية في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، ولن تتخذ قرارات حاسمة بمعزل عن القوى الإقليمية والدولية.
أضاف إدريس لـ "الفجر"، أن الأطراف السودانية المختلفة تسعى للحصول على دعم واشنطن لإنهاء حالة الحرب والدمار، كلٌّ حسب وجهة نظره ومصالحه في الأزمة. كما لفت إلى أن المبعوثين الأمريكيين قد طوروا بالفعل رؤية شاملة للحل في السودان، مستندة إلى منبر جدة كمركز لأي جهود مستقبلية نحو السلام، وهو المسار الذي يُرجح أن تدعمه إدارة ترامب الجديدة بقوة.
وأوضح إدريس أن إدارة ترامب، على الأرجح، لن تتورط بإرسال قوات إلى السودان، بالنظر إلى سياسة ترامب المتحفظة تجاه التدخلات العسكرية الخارجية، وبدلًا من ذلك، قد تدعم واشنطن جهود السلام عبر التعاون مع القوى الإقليمية، مثل المملكة العربية السعودية، التي تدير منبر جدة كإطار للحوار السوداني.
لفت إلى أن مبادرة جدة تركز على التوافق السياسي والتفاوض كحل للأزمة، وتولي اهتمامًا خاصًا للاستجابة للاحتياجات الإنسانية، بما في ذلك قضايا النازحين وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
ويشدد المحلل السياسي السوداني على أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تعمل على زيادة الضغط على الفاعلين الأساسيين في السودان، بما في ذلك الجماعات المسلحة، للالتزام بتعهداتهم والتأكد من وجود آليات قوية لمراقبة تنفيذ الاتفاقيات.
واختتم حديثه بالقول:" إن إدارة ترامب قد تواصل دعمها لمنبر جدة كخيار أساسي لقيادة العملية السلمية في السودان، مع الحرص على التعاون الإقليمي والدولي لزيادة فرص نجاح المبادرة وتحقيق السلام المستدام، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني في إنهاء الصراع وترسيخ الاستقرار".
إدارة ترامب قد تحمل مفاتيح تهدئة الصراع بين الكوريتين رغم التحديات الكبيرة
أما في ملف شبة الجزيرة الكورية؛ أكد الدكتور كمال دفع الله بخيت، المتخصص في الشأن الكوري، أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات قد يوفر فرصة حقيقية لإحراز تقدم في تهدئة التوترات بين الكوريتين؛ مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة، بفضل دعم الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، قد تكون أكثر قدرة على دفع جهود دبلوماسية فعّالة، لكن النجاح يبقى مرهونًا بعوامل دولية وإقليمية معقدة.
أكمل حديثه بأن ترامب قد يعتمد مجددًا على دبلوماسيته التي اتبعها في ولايته الأولى، والتي شملت لقاءات مباشرة مع الزعيم الكوري الشمالي، وهو نهج قد يسهم في تخفيف التوتر وإعادة بناء قنوات الحوار بين الجانبين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الأغلبية الجمهورية ستعزز قدرة ترامب على تنفيذ سياساته بسهولة أكبر، مما قد يدفعه نحو تحقيق تقدم في المباحثات مع كوريا الشمالية وتقليل التوترات المتزايدة في المنطقة، موضحًا أن ترامب قد يلجأ إلى مزيج من الضغوط الاقتصادية والعسكرية لدفع كوريا الشمالية إلى طاولة التفاوض، إلا أن هذا النهج محفوف بالمخاطر.
وشدد الدكتور بخيت على أن نجاح أي جهود أمريكية سيعتمد على تنسيق ترامب مع القوى الرئيسية في المنطقة، خصوصًا الصين وروسيا، حيث لا يمكن تجاهل دورهما في الصراع الكوري.
سلط الدكتور بخيت الضوء إلى أن كوريا الشمالية قد تكون مترددة في التجاوب مع المفاوضات، خصوصًا بعد تعزيز تحالفها العسكري مع روسيا. وأشار إلى أن التجارب الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية، مثل إطلاق صاروخ "هواسونغ 19" الباليستي في 29 أكتوبر، تبرز ثقتها المتزايدة في قدراتها العسكرية.
استكمل أن تصاعد سباق التسلح بين الكوريتين قد يعقّد محاولات التهدئة، إذ إن بيئة التوتر السائدة تجعل مساعي السلام محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل استنفار كوريا الجنوبية وتحسبها لأي خطوات تصعيدية من الشمال.
أشار بخيت إلى أن ترامب قد يواجه ضغوطًا داخلية من الرأي العام الأمريكي ومعارضة من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، الذين يرون أن التعامل مع كوريا الشمالية أمر معقد، خاصة في ظل تقارير حول دعم بيونغ يانغ لروسيا في أوكرانيا بإرسال آلاف الجنود.
واختتم المتخصص في الشأن الكوري تصريحاته بالإشارة إلى أن ترامب قد يكون قادرًا على خفض التوتر بين الكوريتين إذا استفاد من دعم الكونغرس واتخذ نهجًا دبلوماسيًا حذرًا، لكنه شدد على أن الصراع في شبه الجزيرة الكورية يبقى معقدًا في ظل تغيرات النظام الدولي وتعدد العوامل المؤثرة في المنطقة، مما يجعل تحقيق سلام دائم هدفًا صعبًا، وإن لم يكن مستحيلًا.
0 تعليق