دليلك لفهم الانتخابات الأمريكية.. كيف يصل الرئيس الجديد إلى المكتب البيضاوي؟ - أحداث اليوم

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دليلك لفهم الانتخابات الأمريكية.. كيف يصل الرئيس الجديد إلى المكتب البيضاوي؟ - أحداث اليوم, اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 02:09 مساءً

الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي أبرز الأحداث السياسية التي يشهدها العالم كل 4 سنوات نظرا لأن تأثيرها لا ينحصر فقط على داخل الولايات المتحدة الأمريكية ولكنه يتجاوزها إلى التأثير في مختلف أنحاء العالم سياسيا واقتصاديا.

ورغم الاهتمام الكبير الذي تحظى به الانتخابات الرئاسية الأمريكية عالميا، وانتظار عدد كبير من   الأشخاص في كافة أنحاء المعمورة لما ستسفر عنه ومن سيكون الساكن الجديد للبيت الأبيض، والتي يتنافس عليها هذه المرة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وكامالا هاريس المرشحة الديموقراطية ونائبة الرئيس الحالي جو بايدن، فإن الأغلبية من خارج أفراد المجتمع الأمريكي لا يعرفون كيف تتم وتنفذ آلية الانتخابات الرئاسية الأمريكي، وكيف يتم اختيار المرشح الذي يفوز بالانتخابات وكيف يصل الرئيس الأمريكي الجديد إلى المكتب البيضاوي؟.

آلية الانتخابات الرئاسية الأمريكية

رغم أن الولايات المتحدة تعتبر ديمقراطية حديثة تعتمد على التصويت الشعبي، فإن انتخابات الرئاسة لا تقتصر على عدد الأصوات التي يحصل عليها كل مرشح، بل تتطلب المرور عبر آلية أخرى معقدة هي نظام المجمع الانتخابي.

هذا النظام يضع الولايات والمقاطعات في وضع تقييمي خاص بالانتخابات ويمنحها وزنًا مختلفًا في التأثير على النتيجة النهائية، وقد يسبب هذا النظام اختلافًا كبيرًا بين الأصوات الشعبية والنتيجة النهائية، مما يؤدي أحيانًا إلى فوز مرشح لا يحظى بأغلبية الأصوات الشعبية.

 في السطور التالية سنتناول كيف يعمل المجمع الانتخابي، وما الفرق بينه وبين التصويت الشعبي؟، وكيف يمكن أن يؤدي هذا النظام إلى انتخاب مرشح لم يحصل على أعلى نسبة من الأصوات الشعبية؟ وهل كانت هناك سوابق في تاريخ الانتخابات الرئاسية في هذا الأمر؟.

ما هو المجمع الانتخابي وكيف يعمل؟

المجمع الانتخابي هو نظام دستوري أنشأه الآباء المؤسسون للولايات المتحدة بهدف انتخاب الرئيس ونائبه، يتكون هذا المجمع من 538 ناخبًا يتم توزيعهم على جميع الولايات الأمريكية الخمسين بالإضافة إلى العاصمة واشنطن "دي.سي"، ويعتمد عدد الناخبين في كل ولاية على عدد مقاعدها في مجلس الشيوخ ومجلس النواب، تمنح كل ولاية عددًا من الأصوات الانتخابية يساوي عدد ممثليها في الكونغرس، أي أن الولايات الأكبر من حيث عدد السكان تملك وزنًا انتخابيًا أكبر.

الهدف من هذا النظام كان حماية الولايات الأصغر والتأكيد على التمثيل المتساوي، حتى لا يُهمش سكان الولايات ذات الكثافة السكانية المنخفضة، فبينما يكون لكل ولاية عضوين في مجلس الشيوخ بغض النظر عن حجمها السكاني، يتم توزيع مقاعد مجلس النواب حسب عدد السكان.، وبهذا وفقا للرؤية الأمريكية يعكس المجمع الانتخابي توازنًا ما بين تمثيل الأفراد وتمثيل الولايات.

كيف يتم احتساب الأصوات في المجمع الانتخابي؟

خلال الانتخابات الرئاسية، يصوت الناخبون في كل ولاية للمرشحين الرئاسيين، لكنهم في الواقع لا ينتخبون الرئيس مباشرة. بل يصوتون لاختيار الناخبين الذين يمثلونهم في المجمع الانتخابي، ووفقًا للنظام السائد في معظم الولايات، تُمنح جميع أصوات الولاية الانتخابية للمرشح الذي يحصل على أعلى نسبة من الأصوات الشعبية في تلك الولاية. يُعرف هذا النظام باسم "الفائز يحصل على الكل"، ويُطبق في جميع الولايات باستثناء نبراسكا وماين، حيث يمكن توزيع الأصوات الانتخابية حسب نسب الفوز في الدوائر الانتخابية.

لكي يفوز مرشح بالرئاسة، يجب أن يحصل على 270 صوتًا انتخابيًا على الأقل من أصل 538 صوتًا. وإذا لم يتمكن أي مرشح من الحصول على هذا العدد، يتم تحويل القرار إلى مجلس النواب الأمريكي، حيث أنه إذا لم يكن هناك مرشح لديه الحد الأدنى المطلوب للفوز، فيجتمع مجلس النواب في يناير لاختيار الفائز في السباق الرئاسي في تصويت طارئ، وهو ما لم يحدث سوى مرة واحدة عام 1824، فيما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس، وهذا أيضًا حدث نادر للغاية لم يتكرر منذ عام 1837.

الفرق بين المجمع الانتخابي والتصويت الشعبي

التصويت الشعبي هو العدد الإجمالي لأصوات المواطنين التي يحصل عليها كل مرشح على المستوى الوطني، أما المجمع الانتخابي فهو الآلية التي تُترجم من خلالها أصوات الولايات إلى نتائج رسمية تُعلن الفائز بالرئاسة، ويمكن أن تكون هناك فروق كبيرة بين النتيجتين؛ فقد يحصل مرشح على أغلبية الأصوات الشعبية، لكنه يخسر الانتخابات في المجمع الانتخابي إذا لم يحصل على 270 صوتًا انتخابيًا.

وهذا الفرق يعود إلى آلية "الفائز يحصل على الكل"، والتي تُتيح للمرشح الذي يفوز بعدد ضئيل من الأصوات الانتخابية في مجمع ولاية كبيرة أن يحصل على جميع أصواتها الانتخابية. وبالمثل، إذا فاز مرشح آخر بنسبة كبيرة من الأصوات الشعبية في ولايات أقل من حيث الوزن الانتخابي، فقد يُجمع عدد أصوات شعبية أكبر، لكنه لا يحصل على العدد الكافي من الأصوات الانتخابية.

كيف يفوز المرشح في التصويت الشعبي ولكنه لا يفوز بالرئاسة؟

في حالات متعددة، أظهرت الانتخابات الأمريكية كيف يمكن أن يتفوق مرشح في التصويت الشعبي لكن يخسر في المجمع الانتخابي، وهي ظاهرة تثير جدلًا واسعًا حول مدى ديمقراطية النظام الانتخاب، وهناك أمثلة من التاريخ الأمريكي من أبرز التالي.

 انتخابات 1888 - بنيامين هاريسون وجروفر كليفلاند

فاز جروفر كليفلاند، الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته، بالأغلبية الشعبية، لكنه خسر في المجمع الانتخابي لصالح المرشح الجمهوري بنيامين هاريسون. حصل كليفلاند على 48.6% من الأصوات الشعبية مقابل 47.8% لهاريسون، إلا أن الأخير فاز بـ 233 صوتًا انتخابيًا، بينما حصل كليفلاند على 168 صوتًا فقط.

انتخابات 2000 - جورج بوش وآل جور

كانت انتخابات عام 2000 بين الجمهوري جورج بوش الابن والديمقراطي آل جور من أبرز الأمثلة على هذا الاختلاف. فاز آل جور بأغلبية الأصوات الشعبية على مستوى البلاد، إذ حصل على حوالي 51 مليون صوت، مقابل 50.5 مليون صوت لجورج بوش. لكن بوش فاز في المجمع الانتخابي بـ 271 صوتًا مقابل 266، بعد معركة قانونية في ولاية فلوريدا التي كان لها 25 صوتًا انتخابيًا. بسبب فارق ضئيل في النتائج بالولاية، أوقفت المحكمة العليا إعادة فرز الأصوات، مما منح بوش جميع أصوات فلوريدا الانتخابية وبالتالي الرئاسة.

انتخابات 2016 - دونالد ترامب وهيلاري كلينتون

حصلت هيلاري كلينتون على حوالي 65.8 مليون صوت في التصويت الشعبي، متفوقة على دونالد ترامب الذي حصل على حوالي 62.9 مليون صوت. لكن ترامب فاز في المجمع الانتخابي بـ 304 أصوات مقابل 227 لكلينتون. الفارق كان بسبب فوز ترامب في ولايات محورية مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن بفارق ضئيل، مما منحه جميع أصوات هذه الولايات الانتخابية وأدى إلى خسارة كلينتون رغم تقدمها الشعبي.

تفاصيل الأصوات لكل ولاية في المجمع الانتخابي

 تمثيل كل ولاية أمريكية في المجمع الانتخابي للرئاسيات الأمريكية، يعتمد عدد الممثلين (أو "الناخبين") لكل ولاية في المجمع الانتخابي على عدد النواب في الكونجرس (مجلسي النواب والشيوخ) لكل ولاية، ويتم توزيعها على النحو التالي:

 

1. الولايات الكبيرة من حيث السكان

هذه الولايات تمتلك أكبر عدد من الأصوات الانتخابية، لأنها تحتوي على عدد كبير من السكان وهي:

كاليفورنيا: 54 صوتًا

تكساس: 40 صوتًا

فلوريدا: 30 صوتًا

نيويورك: 28 صوتًا

بنسلفانيا: 19 صوتًا

إلينوي: 19 صوتًا

أوهايو: 17 صوتًا

جورجيا: 16 صوتًا

ميشيجان: 15 صوتًا

نورث كارولاينا: 16 صوتًا

2. الولايات المتوسطة من حيث السكان

يمثلها عدد متوسط من الناخبين في المجمع الانتخابي وهي:

نيوجيرسي: 14 صوتًا

فرجينيا: 13 صوتًا

واشنطن: 12 صوتًا

أريزونا: 11 صوتًا

ماساتشوستس: 11 صوتًا

تينيسي: 11 صوتًا

إنديانا: 11 صوتًا

ميسوري: 10 أصوات

ماريلاند: 10 أصوات

ويسكونسن: 10 أصوات

كولورادو: 10 أصوات

مينيسوتا: 10 أصوات

3. الولايات الصغيرة من حيث السكان

تمتلك عددًا أقل من الناخبين في المجمع الانتخابي نظرًا لعدد سكانها الأقل وهي:

ألاباما: 9 أصوات

كارولاينا الجنوبية: 9 أصوات

كنتاكي: 8 أصوات

لويزيانا: 8 أصوات

أوريجون: 8 أصوات

كونيتيكت: 7 أصوات

أوكلاهوما: 7 أصوات

آيوا: 6 أصوات

يوتا: 6 أصوات

نيفادا: 6 أصوات

أركنساس: 6 أصوات

ميسيسيبي: 6 أصوات

كنساس: 6 أصوات

4. الولايات ذات العدد الأدنى من الناخبين

غالبًا ما تكون هذه الولايات ذات الكثافة السكانية الأقل، ولكل منها 3-5 أصوات، وهي:

نيو مكسيكو: 5 أصوات

هاواي: 4 أصوات

نيوهامبشير: 4 أصوات

مين: 4 أصوات

آيداهو: 4 أصوات

فيرمونت: 3 أصوات

وايومينغ: 3 أصوات

ديلاوير: 3 أصوات

ساوث داكوتا: 3 أصوات

نورث داكوتا: 3 أصوات

ألاسكا: 3 أصوات

العاصمة واشنطن "دي.سي" (رغم عدم كونها ولاية): 3 أصوات

الولايات المتأرجحة الرئيسية وتمثيلها في المجمع الانتخابي

 يُطلق على هذه الولايات اسم "الولايات المتأرجحة" أو "ولايات المعركة" لأنها لا تكون محسومة لأي من الحزبين الرئيسيين "الديمقراطي والجمهوري"، وغالبًا ما تتغير نتائجها من انتخابات لأخرى.

 

فلوريدا - 30 صوتًا

تعتبر فلوريدا من أكبر الولايات المتأرجحة من حيث التمثيل في المجمع الانتخابي، غالبًا ما تتأرجح نتائجها بين الحزبين، ما يجعلها محط أنظار المرشحين.

بنسلفانيا - 19 صوتًا

بنسلفانيا ولاية رئيسية في منطقة "حزام الصدأ"، وغالبًا ما تتأرجح نتائجها بناءً على وضع الاقتصاد وعدد من القضايا الاجتماعية.

ميشيجان - 15 صوتًا

تغيرت نتائجها بين الديمقراطيين والجمهوريين في الانتخابات الأخيرة، ما يجعلها واحدة من أهم الولايات المتأرجحة في الشمال.

جورجيا - 16 صوتًا

تعد جورجيا من الولايات الجنوبية التي شهدت تحولات في التصويت مؤخرًا، مع صعود ملحوظ للحزب الديمقراطي في المدن الكبرى.

أريزونا - 11 صوتًا

تاريخيًا كانت تميل نحو الجمهوريين، ولكن في الانتخابات الأخيرة أصبحت أريزونا ولاية متأرجحة مع نمو عدد الناخبين الشباب وتغير التوزيع الديموغرافي.

ويسكونسن - 10 أصوات

مثل ميشيجان، تتأثر ويسكونسن بقضايا التصنيع والاقتصاد المحلي، وغالبًا ما يتأرجح فيها التصويت بين الحزبين.

كارولاينا الشمالية - 16 صوتًا

كارولاينا الشمالية تميل تاريخيًا إلى الجمهوريين، لكنها تظل غير محسومة بسبب نمو عدد السكان الشباب وتزايد التنوع السكاني.

نيفادا - 6 أصوات

غالبًا ما تكون نيفادا ولاية متأرجحة، إذ تتمتع بتنوع سكاني كبير وقاعدة ناخبين متغيرة.

مينيسوتا - 10 أصوات

رغم أنها تميل قليلًا نحو الديمقراطيين، إلا أن قوتها التنافسية تجعلها ضمن قائمة الولايات المتأرجحة في بعض الأحيان.

نيوهامبشير - 4 أصوات

ولاية صغيرة لكنها متأرجحة، وتعتبر هامة نظرًا لموقعها في منطقة الشمال الشرقي وقاعدتها الانتخابية المستقلة.

أهمية الولايات المتأرجحة

تعد هذه الولايات حاسمة لأن الفوز فيها قد يحدد النتيجة النهائية للانتخابات،و يولي المرشحون اهتمامًا كبيرًا للولايات المتأرجحة عبر حملاتهم الانتخابية، ويكثفون جهودهم في هذه الولايات للحصول على دعم الناخبين المترددين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق