القاتل الصغير.. يهدد زفاف ابن نتنياهو! - أحداث اليوم

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القاتل الصغير.. يهدد زفاف ابن نتنياهو! - أحداث اليوم, اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 05:00 مساءً

السبت 02/نوفمبر/2024 - 04:50 م 11/2/2024 4:50:13 PM


بعدما أطلق حزب الله اللبناني طائرة مُسيرة، استهدفت منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في قيساريا، قبل إسبوعين، ووصلت إلى غرفة نومه، في وقت لم يكن موجودًا فيه، لا هو ولا زوجته ولا أبناءه، أعرب نتنياهو عن قلقه بشأن تهديد الطائرات بدون طيار، وقال (بالنسبة للصواريخ، لدينا أنظمة كشف واعتراض جيدة)، وقرر تأجيل حفل زفاف نجله، أفنير، لأسباب أمنية، وفق ما ذكرت قناة (كان) الإخبارية، العبرية، التي  أوردت أن نتنياهو صرح خلف الأبواب المغلقة، أنه يجب تأجيل الزفاف، لأنه قد يعرض سلامة الحاضرين للخطر.. هذا الحفل، الذي كان من المقرر أن يقام في السادس والعشرين من نوفمبر الحالي، في مزرعة رونيت بالقرب من تل أبيب.. ورد نتنياهو على الحادث في ذلك الوقت، قائلًا (إن عملاء إيران الذين حاولوا اغتيالي وزوجتي ارتكبوا خطأً فادحًا.. هذا لن يردعني أو يردع دولة إسرائيل عن مواصلة الحرب ضد أعدائنا، لضمان سلامتنا للأجيال القادمة.. وأقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس المواطنين الإسرائيليين سيدفع ثمنًا باهظًا.. سنواصل القضاء على إرهابييكم واستعادة رهائننا من غزة، وإعادة الأمن لسكاننا في الشمال)!!.
هذه الطائرة الصغيرة بدون طيار، أو (القاتل الصغير)، التي أدت إلى قلب الموازين العسكرية في المنطقة، واستطاعت التسلل عبر الدفعات الجوية، إلى أماكن لا تصلها الصواريخ، سبق وأدى انتشارها في الحرب في أوكرانيا إلى تغيير رؤية العديد من الخبراء لمستقبل الحرب.. وقال رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، الجنرال ديفيد دبليو أولفين (أعتقد أن ظهور الطائرات بدون طيار وظهور المنصات المحمولة جوًا، والتي يمكن تكرارها بسرعة ومنخفضة التكلفة، يشكل تهديدًا وفرصة في نفس الوقت).. فهي ولا شك، توفر للجيش وسيلة لضرب الأهداف بدقة وبطريقة فعالة من حيث التكلفة.. إن هذا يوفر الفرصة (لتوفير القوة الجوية القتالية والاستشعار والاتصالات بطريقة مختلفة).. لكن، ما ينجح في أوكرانيا، ونجح في لبنان، قد يكون أقل فائدة في غرب المحيط الهادئ مثلًا، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى مواجهة القوة العسكرية الصينية المتنامية.. و(السؤال الذي يتعين علينا معالجته، ونحن ننظر في كيفية تأثيره على سلاحنا الجوي، هو مدى فائدته عبر الجغرافيا.. لا أريد أن نأخذ ما يحدث في أوكرانيا وننقله على الفور إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بسبب طبيعة طغيان المسافة).
وقد أشار مسئولون في البنتاجون، إلى فائدة الطائرات بدون طيار للقوات الروسية والأوكرانية على حد سواء.. فقد استخدمت روسيا طائرات بدون طيار إيرانية الصنع، لمهاجمة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.. كما استخدمت القوات الروسية طائرات بدون طيار صغيرة، رباعية المراوح وذات رؤية من منظور الشخص الأول للاستطلاع والضربات الجوية.. وفي المقابل، قامت أوكرانيا بتطوير طائرات بدون طيار بعيدة المدى، قادرة على ضرب أهداف في روسيا، من مسافة تزيد عن أربعمائة كيلو متر، حسبما قال وزير الدفاع، لويد أوستن، الأسبوع الماضي.
لقد منحت وزارة الدفاع الأمريكية مؤخرًا صناعة الطائرات بدون طيار في أوكرانيا، ثمانمائة مليون دولار، لمواصلة العمل على الطائرات طويلة المدى.. وإذ أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار مفيدة للولايات المتحدة أيضًا، حيث تسعى القوات الجوية إلى تصميم قوتها المستقبلية، وقال أولفين (إن هذه الكلمات الثلاث لا تنتمي غالبًا إلى نفس النص: غير مكلفة، ودقيقة، وبعيدة المدى.. لكننا ننظر إليها من منظور الفرصة والتهديد، في كيفية دمج هذه العناصر في القوة).. ومع ذلك، فإن العديد من الأنظمة المتطورة التي تسعى القوات الجوية للحصول عليها من أجل المنافسة على القوة العظمى، أكثر تطورًا وتكلفة من الطائرات بدون طيار، التي انتشرت في المجال الجوي الأوكراني.
وتراهن القوات الجوية الأمريكية بشكل كبير على الطائرات القتالية التعاونية CCA، والتي من المقرر أن تكون بمثابة طائرات بدون طيار، تكلف خمسة وعشرين مليون دولار أمريكي لكل منها، وتطير إلى جانب المقاتلات والقاذفات المأهولة التابعة للقوات الجوية.. وقد تم الكشف عن أول سلسلة من التصاميم.. وأكد أولفين إن مائة وخمسين طائرة من هذا النوع، سوف تدخل الخدمة خلال السنوات الخمس المقبلة.. وقد دفعت القدرة والكتلة التي يمكن أن توفرها هذه المنصات القوات الجوية الأمريكية، إلى إعادة تقييم احتياجاتها المستقبلية من الطائرات المأهولة، (لا أريد أن يفكر الناس في الطائرات القتالية التعاونية، باعتبارها طائرات بدون طيار من طراز رباعية المراوح.. فهي بالتأكيد من فئة مختلفة، والفكرة هي أن تكون مستقلة ومتعاونة مع الأنظمة الحالية).. وهناك تحد آخر، يتمثل في معرفة كيفية مواجهة الطائرات بدون طيار الرخيصة التي يستخدمها الخصوم.. ففي العام الماضي، استهدفت جماعات مدعومة من إيران بطائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، بما في ذلك غارة بطائرة بدون طيار أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود في الأردن في فبراير الماضي.. كما نشرت إيران طائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه ضد إسرائيل، والتي ساعدت مقاتلات القوات الجوية الأمريكية من طراز F-15E وF-16  في إسقاطها في أبريل، كما هاجم الحوثيون الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن ومضيق باب المندب جزئيًا، بطائرات بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه عن طريق الجو والبحر.
(إن التهديد الذي يشكله استخدام الطائرات بدون طيار الصغيرة، أمر ينمو بوتيرة مقلقة بالتأكيد.. إن الحواجز التي تمنع دخول هذه الطائرات ضعيفة، والقدرة على تحديد المسئول عن الهجوم ضعيفة.. ونحن نخطط للعمل بجدية على هذا الأمر، وتطوير أنظمة مكافحة الطائرات بدون طيار الصغيرة، حتى نتمكن من مواجهة التهديدات، ليس فقط هنا، بل وأيضًا تلك التي نواجهها في الخارج)، كما قال أولفين.
●●●
وفي ظل افتقاد طهران لقوات جوية فاعلة، تستطيع بها مواجهة الهجمات الإسرائيلية أو الأمريكية الحالية والمحتملة، فإن ذلك يدعونا إلى تناول تخطيط إيران لزيادة ميزانيتها العسكرية بنسبة 200%، وهو ما يعني زيادة إنفاقها الدفاعي ثلاث مرات، خصوصًا وأن الطائرات الإسرائيلية استطاعت في ضربتها الأخيرة فوق الأراضي الإيرانية، استطاعت أن تُحيد رادارات الدفاعات الجوية.. ومن شأن هذا أن يثير الدهشة في المنطقة، وقد يؤدي إلى سباق تسلح.. وتقول التقارير إن المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أعلنت عن هدف هذه الزيادة الكبيرة في الميزانية، إذ قالت مهاجراني، (لقد شهدنا زيادة كبيرة بلغت 200% في ميزانية الدفاع في البلاد).. كان هذا تصريحًا قصيرًا، ويؤدي إلى قدر كبير من التكهنات، حول ما تنوي الحكومة الإيرانية فعله بالفعل.
وعندما طُرحت مسألة ميزانية الدفاع، قالت المتحدثة، (لقد فكرنا في زيادة القاعدة الدفاعية بنسبة 200% في ميزانية العام المقبل).. لكن صياغة البيان تترك المجال للتغيير.. وانتقلت مهاجراني سريعًا من مناقشة ميزانية الدفاع إلى مناقشة التهديدات الإسرائيلية لإيران، (الشعب الإيراني ليس من الباحثين عن الحرب، بل من الباحثين عن السلام.. إيران تبحث عن السلام، ووزير خارجيتنا يتطلع إلى شرح مواقفنا بشكل صحيح وتقليل التهديدات والتوترات).
لقد زادت إيران ميزانيتها الدفاعية في الماضي ولكن ليس بنفس القدر.. ففي عام 2022، (زادت إيران إنفاقها العسكري بنسبة 11٪، مما جعلها في المرتبة الرابعة عشرة، من حيث الإنفاق العسكري العام الماضي.. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عقدين من الزمان، التي تحتل فيها إيران المرتبة الخامسة عشرة بين أكبر المنفقين العسكريين).. وبلغ هذا الإنفاق 24.6 مليار دولار.. وقد نمت الميزانية المخصصة للحرس الثوري الإيراني بنسبة 14٪ مقارنة بعام 2020، وتمثل الآن 34٪ من إجمالي الإنفاق العسكري الإيراني.. ورغم التغييرات التي طرأت على الميزانية، فإن البنك الدولي يقدر الإنفاق الدفاعي الإيراني بنحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي.. ورغم الزيادة الطفيفة، إلا أنها تظل صغيرة نسبيًا.
ومنذ تقرير 2022، يبدو أن الميزانية كانت متقلبة.. وكانت ميزانية عام 2023 أقل من ميزانية عام 2021.. وخلص معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، إلى أن (إيران كانت رابع أكبر دولة منفقة عسكريًا في الشرق الأوسط عام 2023 بمبلغ 10.3 مليار دولار.. ووفقًا للبيانات المتاحة، ارتفعت حصة الإنفاق العسكري المخصصة للحرس الثوري الإيراني من 27٪ إلى 37٪ بين عامي 2019 و2023).. وفي عام 2024، قررت طهران، أن تصل ميزانية الدفاع الإيرانية إلى 16.7 مليار دولار، بزيادة قدرها 20٪ عن العام السابق، تشكل 25٪ من الميزانية الوطنية، وفقًا للبيانات التي نشرها مؤخرًا مركز البيانات المفتوحة في إيران.. هذا الارتفاع الكبير في الإنفاق العسكري، يأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد الإيراني من ارتفاع التضخم وانخفاض القدرة الشرائية)، وفقًا لتقرير صادر عن Global Voices.
في عام 2023، نشر مركز الإمارات للسياسات مقالًا، أشار إلى أنه (حتى مع وصول الاقتصاد الإيراني إلى الحضيض، فإن قطاعه العسكري لا يزال يحصل على حصة كبيرة من الكعكة، 21٪ في ميزانية العام الإيراني الجديد، مما يدل على التزام النظام بأجندته العسكرية والتسليحة).. في حين أنه ليس هناك شك في أن الإنفاق العسكري الإيراني قد زاد، وأن إيران تسعى إلى وضع نفسها كقوة عالمية على هذا الأساس، فإنه ليس من الواضح، ما إذا كانت إيران قادرة بالفعل على زيادة إنفاقها بنسبة 200.. لكن، إذا كانت الإنفاقات تتقلب بمليارات الدولارات سنويًا، فإن القدرة على زيادتها بنسبة كبيرة كهذه تكون أسهل.. على سبيل المثال، إذا كان هناك انخفاض بنسبة 50% في الإنفاق من عشرين مليار دولار إلى عشرة مليارات دولار، فإن الزيادة بنسبة 200% تجعله ثلاثين مليار دولار.. وهذا يعني أن الأرقام قد تكون خادعة.
■■ وبعد..
إن ما يهم أكثر، هو نتائج هذا الإنفاق.. إذ سترغب إيران في زيادة مدى صواريخها الباليستية ودقتها وعددها الإجمالي.. كما سترغب في الاستثمار في الجوانب العسكرية لبرامجها الفضائية والنووية.. كما ستستثمر بكثافة في الطائرات بدون طيار.. وقد تسعى إلى تحديث، ليس فقط دفاعاتها الجوية، ولكن أيضًا قواتها البحرية والجوية، التي تأخرت لسنوات عديدة.. ويتطلب دعم إيران لوكلائها في لبنان والعراق واليمن وغزة إنفاق مئات الملايين من الدولارات، أو ربما المليارات، اعتمادًا على مقدار ما تسعى إيران إلى استثماره في كل هذه الأماكن.. وتأتي الزيادة الإيرانية في الإنفاق الدفاعي، في ظل المصالحة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج.. كما تأتي في الوقت الذي تتحرك فيه إيران للعمل بشكل أوثق مع مصر وتركيا.. فهل تنظر هذه الدول إلى الإنفاق باعتباره تهديدًا، أم أنها ستفترض أنه يشكل تهديدًا لإسرائيل فقط؟.. هناك العديد من العوامل المؤثرة، ومن المؤكد أن إشارة إيران إلى زيادة الإنفاق، ستثير الدهشة في جميع أنحاء المنطقة.. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق