شهدت مباراة المنتخب الفرنسي أمام نظيره الإسرائيلي في الجولة الخامسة من دوري الأمم الأوروبية على أرض ملعب “ستاد دو فرانس” في باريس توترات واشتباكات بين الجماهير الحاضرة من الطرفين، وذلك في أجواء متوترة تخللتها مناوشات تطلبت تدخلات أمنية لاحتواء الوضع، وتأتي هذه المواجهات في المدرجات في ظل مخاوف من تصاعد وتيرة الاشتباكات بعد أحداث شبيهة شهدتها مباراة سابقة في هولندا، ما استدعى استنفارًا أمنيًا مشددًا تجنبًا لحدوث تطورات أكثر عنفًا.
بسبب التوترات المتوقعة، قامت إدارة ملعب “ستاد دو فرانس” باتخاذ تدابير وقائية لتعزيز السلامة العامة ومنع حدوث اضطرابات محتملة ووفقًا لتقارير إعلامية، شملت هذه الإجراءات تركيب سياج شبكي على طول أجزاء من المدرجات، وإغلاق بعض المقاعد لتقليص القدرة الاستيعابية للملعب؛ حيث كان الهدف من ذلك منع أي محاولات لاقتحام أرضية الملعب أو اندلاع اشتباكات بين الجماهير وقد جاء ذلك بالتزامن مع تعزيز التواجد الأمني، تحسبًا لأي محاولات قد تهدد أمن وسلامة الحضور، خاصةً بعد التصعيد الذي شهدته المباريات الأخيرة في الدوري الأوروبي.
على الرغم من أهمية المباراة التي تجمع المنتخب الفرنسي بنظيره الإسرائيلي، إلا أن مدرجات ملعب “ستاد دو فرانس” بدت شبه خاوية، مما يعكس قرارًا واضحًا من بعض الجماهير الفرنسية بمقاطعة اللقاء ويرى البعض أن هذا الغياب اللافت يعكس توترًا في الأجواء العامة، وربما يكون رد فعلٍ على الوضع السياسي والإجراءات الأمنية المشددة في الملعب ومع قلة الحضور، كان من المفترض أن تكون الأجواء أقل توترًا، إلا أن احتكاكات متفرقة ظهرت بين قلة من الحضور، ما زاد من مخاوف تدهور الأوضاع على غرار ما جرى في مباراة هولندا مؤخرًا.
بدت المدرجات خالية إلى حد كبير، إذ أن عدد الجماهير لم يتناسب مع أهمية اللقاء بين المنتخبين وشهدت بعض أروقة الملعب مناوشات بسيطة تطورت لاحقًا لاشتباكات استدعت تدخل الأمن على الفور لتفريق المتواجدين واحتواء الأوضاع قبل أن تتفاقم ووسط هذه الأجواء، تسعى الأجهزة الأمنية الفرنسية إلى السيطرة على المشهد والتحكم في أي تحركات قد تؤدي إلى انزلاقات غير مرغوب فيها، فيما يراقب الجميع الوضع عن كثب خشية من أي تطورات قد تنقل التوترات إلى خارج أسوار الملعب.
يأتي هذا التوتر وسط مخاوف من تكرار أحداث شغب مشابهة لما حدث في هولندا قبل أيام، حيث وقعت اضطرابات واسعة النطاق في المدرجات وبين الجماهير في مباريات الدوري الأوروبي، ما أثار انتقادات كبيرة لإجراءات الأمن وسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز الأمان في الملاعب الأوروبية وتحرص فرنسا على اتخاذ كل التدابير اللازمة، خاصة في المباريات ذات الطابع الحساس مثل هذه، لضمان عدم تكرار مشاهد العنف التي تؤثر سلبًا على سمعة الرياضة الأوروبية وتعرقل جهود بناء أجواء رياضية آمنة.