نتيجة منتخب العراق والاردن الآن، يلتقي منتخبي العراق والأردن في صراع حاسم للحصول على بطاقة التأهل الثانية من المجموعة التي يتصدرها منتخب كوريا الجنوبية، الذي يبدو مرشحًا قويًا لحصد المركز الأول والتأهل المباشر للمونديال، وتعتبر هذه المواجهة نقطة تحول بالنسبة للعراق والأردن في مسيرتهما، إذ يتساويان في النقاط، بينما تتفوق الأردن بفارق الأهداف، وهو ما يجعل الفوز في غاية الأهمية للطرفين، ويدخل المنتخب العراقي، المعروف باسم “أسود الرافدين”، اللقاء وهو يطمح لتعويض إخفاقاته السابقة في التأهل لكأس العالم، حيث كانت مشاركته الوحيدة في عام 1986 ولكن العراق أظهر تحسنًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، خاصةً بعد فوزه بلقب كأس آسيا في الألفية الحالية واستمراره في تقديم مستويات جيدة في البطولات الإقليمية والدولية وقد بدأ الفريق مرحلة التصفيات النهائية بشكل مقبول، حيث حقق انتصارات أمام عمان وفلسطين، وكاد أن يخطف نقطة ثمينة من منتخب كوريا الجنوبية، قبل أن يخسر بنتيجة 3-2 في مباراة مليئة بالإثارة لكن هذه الخسارة أثرت على ترتيبه في المجموعة، لتتقدم الأردن إلى المركز الثاني بفارق الأهداف.
حسرة كبيرة من الجماهير العراقية واللاعبين بعد التعادل السلبي بدون أهداف بين المنتخبين العراقي والأردني في البصرة وسط حضور كبير ، ولكن لم تفلح أي من المحاولات في الدخول إلي المرمي الأردني، وبالتالي وسط منافسة شديدة علي مركز الوصاف في هذه المجموعة من كلا من منتخبي العراق والأردن وبدأ يدخل في الصورة منتخب عمان الذي تفوق علي حساب منتخب فلسطين..
في المقابل، يواصل المنتخب الأردني، الذي يلقب بـ”النشامى”، مسيرته القوية تحت قيادة المدرب المخضرم عدنان حمد وعلى الرغم من البداية المتواضعة له في التصفيات، حيث تعادل مع الكويت على أرضه، إلا أنه سرعان ما عاد إلى مستواه بفوزين كبيرين على فلسطين وعمان وقد كانت أبرز مبارياته في الفترة الأخيرة تلك التي انتصر فيها على عمان بنتيجة 4-0، حيث شهدت المباراة تألق لاعبيه في الشوط الثاني، مما يعكس قدرات اللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها الفريق الأردني.
حتى الآن، يظهر المنتخب الأردني تفوقًا من ناحية عدد الأهداف مقارنةً بالعراق، إذ نجح في تسجيل ضعف عدد الأهداف التي أحرزها المنتخب العراقي، مما يعطيه أفضلية في حسابات التأهل ومع صدارة منتخب كوريا الجنوبية للمجموعة برصيد 10 نقاط، يظل التنافس شديدًا بين العراق والأردن، حيث يملك كل منهما 7 نقاط إلا أن الأردن يتفوق بفارق الأهداف، وهي نقطة إيجابية يحاول استغلالها لانتزاع المركز الثاني في المجموعة، والتأهل للمونديال للمرة الأولى في تاريخه.
ومن المتوقع أن يسعى المنتخب العراقي لتعويض هذا الفارق في الأهداف من خلال استراتيجية هجومية مكثفة، خاصةً وأن المباراة ستقام على أرضه في مدينة البصرة، وهو ما يمنحه دعمًا جماهيريًا كبيرًا قد يساعده في تحقيق الانتصار ويتوقع المراقبون أن يعتمد العراق على الضغط الهجومي منذ البداية، مستغلًا مهارات مهاجميه وسرعة أجنحته لتحقيق فوز كبير يساعده في قلب موازين الترتيب لصالحه.
يتولى المدرب الإسباني خيسوس كاساس قيادة المنتخب العراقي، وقد أظهر فاعلية في توظيف إمكانات لاعبيه على النحو الأمثل لتحقيق نتائج إيجابية، خاصةً في المباريات التي خاضها على أرضه ومن المتوقع أن يعمد كاساس إلى اللعب بطريقة هجومية منذ الدقائق الأولى، معتمداً على التكتيك العالي والهجمات المرتدة السريعة لكسر دفاعات المنتخب الأردني، الذي يُعد دفاعه من بين الأقوى في المجموعة.
أما المنتخب الأردني بقيادة عدنان حمد، فيمتاز بخططه المتوازنة، حيث يولي اهتمامًا كبيرًا بالدفاع القوي، وفي الوقت ذاته يعتمد على الهجمات المنظمة التي يقودها وسط ميدان متماسك ويتمتع المنتخب الأردني بقدرات بدنية عالية، وقدرة على استغلال الفرص، كما أثبت في مباراته الأخيرة ضد عمان ومن المتوقع أن يلتزم حمد بأسلوب حذر في البداية، مع التركيز على خطف هدف مبكر يربك حسابات المنتخب العراقي ويزيد من الضغط عليه.
مباراة اليوم ليست مجرد مواجهة رياضية؛ بل هي فرصة ذهبية لكل من العراق والأردن للاقتراب خطوة من حلم التأهل للمونديال ومع التنافس الشديد بين المنتخبات العربية الآسيوية، تكتسب هذه المواجهة بعدًا تاريخيًا، حيث لم يتمكن أي من العراق أو الأردن من بلوغ نهائيات كأس العالم من قبل، ما يجعل الحافز أكبر لدى اللاعبين والجماهير على حد سواء.
ومن المتوقع أن يكون للحضور الجماهيري دور كبير في دفع المنتخب العراقي لتحقيق النصر، حيث يُعرف الجمهور العراقي بشغفه وحماسه في دعم فريقه، ما قد يمنح لاعبي المنتخب دافعًا إضافيًا للبذل والعطاء طوال المباراة.
تعتبر هذه المرحلة من التصفيات واحدة من أصعب المراحل، نظرًا للتنافس القوي بين العراق والأردن وعمان، وكل منهم يسعى للحصول على المركز الثاني في المجموعة أما المنتخب الكوري الجنوبي، الذي يتصدر الترتيب برصيد 10 نقاط، فيبدو أنه في طريقه لحسم بطاقة التأهل الأولى، مما يترك الصراع مشتعلاً على البطاقة الثانية.
وقد أعطى هذا الصراع بين العراق والأردن حيوية وإثارة لهذه التصفيات، حيث يعتبر كل فريق كل مباراة بمثابة “نهائي مصغر” لا مجال فيه للخسارة أو التراجع، بل يجب تحقيق الفوز بأكبر عدد ممكن من الأهداف لتحسين فارق الأهداف، الذي قد يكون العامل الحاسم في نهاية المطاف.